الايمان طريق الجنان

الصبر الجميل

قد أمر الله فى كتابة الكريم بالصبر الجميل وهو الذى لا شكوى

ولا معة والصفح الجميل وهو الذى لاعتاب فيه والهجر الجميل

وهو الذى لا أذى فيه .

عاقبة الصبر

نظر الله بعين الأختيار الى آدم فحظى بسجود ملائكتة فأقامة فى

منزلته والى ادريس فاحتال بالهامة فى منزلتة والى نوح فنجا من

الغرق بسفينته والى هود فعاد على عاد شؤم مخالفتة والى

صالح فتخمصت صخرة بناقته والى ابراهيم فتبختر فى حلة خلته

والى اسماعيل فاعان الخليل فى بناء كعبته والى لوط فنجاة

وأهله من عيشرته والى شعيب فأعطاه الفصاحة

فى خطبتة ، والى يوسف فاراة البرهان فى همتة والى موسى

فخطر فى مكالمته ،والى دواد فألان الحديد له ، والى سليمان

فراحت الريح فى مملكته ، والى أيوب فيا طوبى لركضتة ، والى

يونس فسمع نداه فى ظلمته والى زكريا فقرن سؤاله ببشارته

والى عيسى فكم أقام ميتا فى حفرته.

لا يتنافى مع الصبر

الشكوى الى الله عزوجل لاتنافى الصبر فان يعقوب عليه السلام

وعد بالصبر الجميل والنبى اذا وعد لا يخلف وقال" انما أشكو بثى

"وحزنى الى الله

وكذلك أيوب

أخبر الله عنه :أنه وجده صابرا مع قوله "أنى مسنى

الضر وانت أرحم الراحمين "

انما ينافى الصبر شكوى الله لا االشكوى الى الله ،كما رأى

بعضهم رجلا يشكو الى أخر فاقة وضرورة فقال يا هذا تشكو من

يرحمك ؟

واذا عرتك بلية فاصبر لها

صبر الكريم فانة بكم أعلم

واذا شكوت الى ابن أدام انما

تشكو الرحيم الى الذى لا يرحم

الصبر ضرورة

الصبر ضرورة دنيوية كما أنه ضرورة دينية فلا نجاح فى الدنيا ، ولا

[size=18][size=12]فلاح فى الآخرة الا بالصبر ،لولا صبر الزارع على بذرة ما حصد

ولولا صبر الغارس على غرسة ما مضر ، ولولا صبر المقاتل فى

ساحة الوغى ما انتصر ، وهكذا كل الناجحين فى الدنيا انما

حققوا أمالهم بالصبر ، واستمرءوا المر ، واستعذبوا العذاب

واستهانوا بالصعاب ، ومشوا على الأشواك ،وحفروا الصخور

[/size]بالأظافر ، ولم يبالوا بالأحجار تقف فى طريقهم ، والطعنات تغرس

[size=12]فى ظهرهم وبالشراك تنصب للايقاع بهم ،وبالكلاب تنبح من

حولهم بل مضوا فى طريقهم غير وانين ولا متوقفين ، متذرعين

بالعزيمة ، مسلحين بالصبر قد يعثرون ثم لا يلبثون أن ينهضوا ،

وقد يخطئون ثم يوشكون أن يصيبوا ، مرة مرة فلا يلقون السلاح

ولا يستسلمون لليأس ولا يفقدون نور الأمل . لقد عرف عشاق

المجد وخطاب المعالى ، وطلاب السيادة أن الرفعة فى الدنيا

كالفوز فى الآخرة لاتنال الا بركوب متن المشقات وتجرع غصص

الآلام ، والصبر عن كثير مما يحب .
لا تحسب المجد تمرأ أنت آكله
لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

ثمن الجنه
من ظن أن طريق الايمان مفروشة بالأزهار والرياحين ، فقد جهل

طبيعةالايمان بالرسالات ، وطبيعة الأعداد يقول تعالى :

" الم احسب الناس أن يتركوا أ، يقولوا آمنا وهم لايفتنون وقال

ايضا ام حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من

قبلكم مستهم الباساء والضراء وزلزلوا .."

الجنة اذن لابد لها من ثمن ،وهى سلعة غالية فلا مفر من الثمن

، وقد دفعة أصحاب الدعوات من قبل ، فلا بد أن يدفعة اخوانهم

من بعد .
" من اسماء الله الحسنى الصبور"

اى هو الذى لا يستعجل فى معاقبة العاصين وتأديب المذنبين

وهو الذى لا تضره المعاصى وهو الآخذ بالنواصى وهو الذى اذا

قابلته بالجفاء قابلك بالاحسان واذا واجهتة بالعصيان أقبل عليك

بالغفران ، اما صبر المولى عزوجل على العاصى وعدم أخذه

بالعقوبة العاجلة فظاهر فعبد الصبور لا يستعجل دفع الملمات وما

أمره الله به من الطاعات.